حَيَاتُنا مُسْتَتِرَةٌ مَعَ الْمَسِيحِ
مات يسوع موتنا لكي نقبل نحن حياته

في البداية، عندما نتواجه مع مفهوم الصليب، ربما نشعر برهبة، ورغبة في التراجع. ولكن، في الواقع، صليب يسوع المسيح هو المدخل إلى المكان الأكثر آمنا في هذا الكون. إلى عالم روحي رائع، لا تدركه الكائنات الحية مثل الحيوانات والطيور وأي مخلوقات أخرى. يقول الرسول بولس:
"فَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ قُمْتُمْ مَعَ الْمَسِيحِ فَاطْلُبُوا مَا فَوْقُ، حَيْثُ الْمَسِيحُ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِ اللهِ. اهْتَمُّوا بِمَا فَوْقُ لاَ بِمَا عَلَى الأَرْضِ، لأَنَّكُمْ قَدْ مُتُّمْ وَحَيَاتُكُمْ مُسْتَتِرَةٌ مَعَ الْمَسِيحِ فِي اللهِ. مَتَى أُظْهِرَ الْمَسِيحُ حَيَاتُنَا، فَحِينَئِذٍ تُظْهَرُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا مَعَهُ فِي الْمَجْدِ." (كولوسي 3: 1 – 4)
العبارة المفتاحية في هذه الفقرة هي: "وَحَيَاتُكُمْ مُسْتَتِرَةٌ مَعَ الْمَسِيحِ فِي اللهِ"، وهي تشير إلى واقع روحي معاش في الزمن الحاضر، ولا تشير إلى مستقبل منتظر. نوع من الحياة نعيشها هنا والآن. أن تكون حياتك مستترة مع المسيح يعني أن تكون في ذلك المكان الآمن. وتحقق هذا الآمان عندما مات يسوع، لم يمت من أجل نفسه؛ بل مات من أجلنا، نيابة عنا، حاملاً آثامنا، ودينونتنا على نفسه.
وبناءً على فهمنا كلمة الله بالإيمان. فنحن نؤمن أنه عندما مات يسوع وقام، مُتنا نحن أيضاً وقمنا. وهكذا، عبرنا من خلال هذا الموت، إلى واقع روحي لا يمكن للحواس أن تميزه، ولا للمخلوقات أن تدركه. وصارت حياتنا في المسيح وفي الله؛ فلا يستطيع أي شيء أن يصل إلينا، ما لم يمر من خلال الله ومن خلال المسيح. نعم نحن نحيا في الجسد، في العالم المنظور، ولكن حياتنا ليست في هذا العالم المنظور. كذلك ربما نواجه العديد من الصعوبات والضغوط في هذه الأواني الخزفية. ولكن لنا حياة أبدية، حياة إلهية، غير قابلة للفساد، وغير قابلة للإتلاف. وحياتنا في المسيح تتمتع بحماية كاملة في هذا المكان الآمن، في حمى العلي، محمية من كل أذى، ومن كل خطر. (كما ذُكر في مزمور 91: 1 – 2). والطريق لهذا المكان الآمن هو "صليب ربنا يسوع المسيح".

صلاة
أشكرك يا يسوع، ، من أجل عملك على الصليب، أعلن أنه بالصليب دخلت للمكان السري، حمى العلي. وأني محمي من كل أذى وخطر، وأعلن أن الرب يسوع مات عنى لكي أقبل أنا حياته. أمين